-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• ألف حكاية وحكاية ممزوجة بكدر الحياة في العلاقات الإنسانية.. حين تصافح المشاعر الأحاسيس تزداد علاقة الطرفين.. أما عندما تفقد المشاعر مساحتها في التعبير؛ يضيع مشروع التواجد بين الناس.. ومن مدمرات الترابط بين الإنسان والإنسان هو عدم القدرة على التعبير عن المشاعر.. وأوجاع الزمان تحضر باختفاء التعبير الدافئ بين اثنين.. ولذلك؛ فإن رياح الأحاسيس والحُنُوّ بسيطة في خروجها ممتعة في عمقها.

•• من لم يعبِّر عن مشاعره في أي مشكلة تقع بين زوجين أو صديقين أو لصيقين؛ فسوف تتفاقم المعضلة عليهما لتصبح قطعية وربما تكون أبدية، ولات حين مندم.. ومن لا يعبر عن مشاعره مع جليسه من أي استياء من نديمه فالنتيجة غير صالحة وإن كانت النيَّة صالحة.. وعليه؛ من تألم من شخص أمامه عليه أن يتكلم بالتعبير له عن مشاعر الاستياء.


•• وحين يصل شخصان إلى مقاطعة مؤقتة أو أبدية، فإن بداية شرارتها بتجاهل التعبير عن المشاعر من المتضرر.. وفي علم النفس؛ يمر من لا يعبِّر عن مشاعره بأربع مراحل؛ بداية من «مقاومة» داخلية لا يشعر بها غيره.. تتحول إلى «استياء» من تصرفات الشخص المقابل، فيتجادل معه دون أي سبب.. يأتي بعد ذلك «الرفض»، يليه مباشرة «الكبت» الذي يدمر العلاقة بين الطرفين.

•• أما أسباب عدم القدرة على التعبير عن المشاعر فتقع بين مرضين، الأول: «رأس النعامة» الذي يرى صاحبه في نفسه أنه مرفوض فيضع رأسه في التراب دون التعبير عن مشاعره.. والثاني: «الكمال العاطفي» الذي يرى معتنقه أن إظهار مشاعره ضعف يحتقره عليه الآخرون.. وبين هذا وذاك؛ هناك «قلة الثقة» للذي يعتقد أن واجبه إرضاء الآخرين ولا حق له للتعبير عن مشاعره.

المشاعر.. الروح والمساحة والتواجد:

بمصافحة المشاعر الأحاسيس تزداد العلاقة

الأوجاع تحضر باختفاء التعبير الدافئ

مراحل المقاطعة تبدأ بالمقاومة وتنتهي بالكبت

«رأس النعامة» و«الكمال العاطفي» يدمران المشاعر